خضع عقار الإقلاع عن التدخين مادة فارينيكلين varenicline (الاسم التجاري Chantix في الولايات المتحدة و Champix في دول أخرى مثل مصر ) لتجربة عشوائية محكمة وقدم التحليل الجديد لبيانات التجربة دليلًا واضحًا على أن الفارينيكلين لا يزيد من خطر حدوث مشاكل نفسية.
قيمت الدراسة أيضًا مخاطر المشكلات النفسية المرتبطة بالبوبروبيون Bupropion و لصقة النيكوتين Nicotine Patch ، إذ توفرت أدلة قوية أيضًا على عدم وجود خطر من حدوث أضرار عصبية ونفسية مقارنة باستخدام علاج وهمي Placebo .
يعد الفارينيكلين دواءاً فعالاً للغاية في مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين، وذلك عن طريق تقليل الرغبة الشديدة في التدخين.
ومع ذلك، أثيرت مخاوف فور نزوله الأسواق من أنه قد يؤدي إلى تعرض نسبة قليلة من المستخدمين إلى مشاكل نفسية مثل الأفكار الانتحارية واضطراب المزاج وزيادة العدوانية.
هذا ما دفع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA ووكالة الأدوية الأوروبية إلى مطالبة الشركة المصنعة Pfizer، بإجراء تجربة سريرية كبيرة جدًا لتقييم مأمونية الدواء. نشرت النتائج في عام 2016 وفُسّرت على أنها تعطي فارينيكلين شهادة الدواء الآمن. أظهر التحليل الذي أجري حينها أنه لا يوجد فرق "ذو دلالة إحصائية" بين معدل الأحداث السلبية النفسية لدى الأشخاص الذين عولجوا بالفارينيكلين وأولئك الذين تناولوا دواءً وهميًا غير نشط. ومع ذلك، لا ينفي هذا أنه تأثير للدواء، فقط أنه لا يوجد دليل قوي على وجود تأثير - وهو ليس نفس الشيء مطلقاً."
عند تقييم الآثار الجانبية للأدوية، ينبغي أن نحكم على احتمالية تسببها في آثار جانبية.
اقرأ أيضًا : مالمخاطر الأخرى التي نجهلها عن التدخين؟
نشر فريق الدراسة تحليلاً جديدًا لبيانات التجربة يجيب على هذا السؤال بوضوح. واستخدمت طريقة مشابهة لتلك التي استخدمها خبراء حل الشفرات خلال الحرب العالمية الثانية ، تسمى تحليل بايزي Bayesian analysis، لتقدير قوة الأدلة على أن الفارينيكلين يسبب مشاكل نفسية. قدم التحليل دليلاً قوياً على أن الفارينيكلين لا يزيد من خطر حدوث مشاكل نفسية في الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ نفسي. بينما في الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي نفسي، وجد أنه " ربما " لا يسبب مشاكل نفسية. عندما يتعلق الأمر بالتسبب في مشاكل نفسية خطيرة ،حتى لهؤلاء المرضى، فقد قدم دليلًا قويًا على عدم وجود تأثير ضار للدواء.
علقت د. إيما بيرد ( جامعة كاليفورنيا للعلوم والصحة السلوكية في لوس أنجلوس UCL)، والتي قادت التحليل، "يمكن القول أنه بسبب الخوف من شبح المشاكل النفسية فقدنا آلاف الأرواح من خلال إبعاد الأشخاص عن استخدام الفارينيكلين لمساعدتهم على التوقف، وعدم وصف الأطباء له. هذا التحليل يجب أن يوفر مزيدًا من الطمأنينة للمدخنين والأطباء بأن هذا دواء آمن ومنقذ للحياة".
قال البروفيسور روبرت ويست (من نفس الجامعة)، والذي شارك في كتابة البحث، "من وجهة نظري، يجب أن يكون هذا النوع من التحليل البايزي إجراءاً قياسياً ومعمماً لتقييم جميع الآثار الجانبية للأدوية، بما في ذلك على سبيل المثال، لقاحات كوفيد-19. أود أن أرى جميع دراسات الآثار الجانبية تستخدم هذا النهج في المستقبل."